اعلانات

احذروا الفخ الاسرائيلي

احذروا الفخ الاسرائيلي

احذروا الفخ الاسرائيلي بقلم موفق مطر

-: عين الاخبارية :- اثر كل تفاؤل فلسطيني بجاهزية قطار المصالحة للانطلاق، تسارع السلطات الاسرائيلية لتفجير سكته باعتقالات تطال الى جانب نشطاء وقيادات في فصائل العمل الوطني نوابا في المجلس التشريعي من كتلة حماس (التغيير والاصلاح ).

لا يحتاج التيار المعارض للمصالحة لاعتقالات الاحتلال الاسرائيلي لتبرير رفضه للمصالحة، لكن استغلال هذا التيار للاعتقالات بهذه الطريقة يثبت ضعف سنده وحجته أمام الطرف الوطني الفلسطيني المقدم والمندفع نحو المصالحة باخلاص، كما لا تحتاج الأجهزة الأمنية الفلسطينية في كل مرة الى الدفاع عن نفسها اثر كل بيان او تصريح يوتر أجواء ومناخ العمل الوطني المشترك والمصالحة، أما القيادة السياسية الفلسطينية فان مواقفها وقراراتها وتوجهاتها، وسلوكها المنسجم مع اقوالها وفلسفتها في العمل الوطني، وتكريس مبدأ الصمود والمقاومة الشعبية السلمية، وتوسيع قاعدة الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وبدولته المستقلة، وتأمين متطلبات الدولة الفلسطينية التي باتت جزءا جغرافيا من المنطقة، فانها ليست معنية بتصريحات وبيانات هي اشبه « برصاصات لا تصيب لكنها تدوش» على حد مثلنا الشعبي.

أوقع صلاح البردويل تيارا يمثله في حماس غير ذي ارادة أو قرار بالمصالحة بفخ اسرائيلي مزدوج (أمني سياسي) وساهم من حيث يقصد ويدري في محاولة تخريب سكة قطار المصالحة التي نأمل رؤية اجماع حمساوي عليها، كما الاجماع الفتحاوي والوطني الفلسطيني، فمجرد الانحراف مهما كان بسيطا وتحميل المؤسسة الأمنية الفلسطينية المسؤولية عن الاعتقالات، والضرب على وتر التنسيق الأمني (غير القائم اصلا) يؤدي حتما للوقوع في خطيئة ارباك الجمهور الفلسطيني، وتحويل الصراع الرئيس والأساس مع الاحتلال الى صراع داخلي، اذ لا يعقل أن يصور البردويل الواقع وكأن اجهزة أمن الاحتلال تعمل عند المؤسسة الأمنية الفلسطينية وبخدمتها، فهذا افتراء على ليس منهج وفلسفة ومبدأ وقانون الأجهزة الأمنية وحسب، بل يتعداه ليصل الى حد تحميل الوعي الوطني الفردي والجمعي الفلسطيني بفايروس التخوين والعمالة والارتباط المصيري مع الاحتلال.

لا يفرق الاحتلال بين فلسطيني وطني وآخر، فمروان البرغوثي كأحمد سعدات، كحسن يوسف، لكن ما يجب ان يعرفه الجميع أن المناضلين المنتسبين للأجهزة الأمنية ما زالوا هم الغالبية المطلقة من مجموع الأسرى في معتقلات الاحتلال وان قادة المؤسسة الأمنية كانوا وما زالوا يناضلون مع شعبهم لتحقيق الحرية والاستقلال وفقا لبرنامج سياسي وطني شامل، يعرفون واجباتهم الوطنية، وينفذون أوامر القيادة السياسية المنسجم نهجها مع المصالح العليا للشعب الفلسطيني.

نعتقد أن الحرص على المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية يتطلبان حسا وطنيا استشعاريا متقدما، كما يتطلب قراءة عقلانية وموضوعية للأحداث، أما الهرطقة والحديث عن تبادل أدوار، وقذف الآخر الوطني باتهامات باطلة، فهذا يضعف جبهتنا الوطنية التي نريدها بأحسن حالات التماسك والانسجام، وفي أفضل حالات التحدي والتصدي والصمود، فالمسؤولية الاخلاقية والوطنية تحتم على القيادات والمسؤولين الترفع عن اساليب التشهير وحرف الحقائق في أسوأ عملية استغلال لمعاناة الفلسطينيين، فالمواطن ايا كان موقعه القيادي او انتماؤه السياسي يبقى فلسطينيا أولا وأخيرا، سيبقى هدفا للاحتلال حتى وإن لم يكن ناشطا ومعاناته في الاعتقال لا تختلف عن معاناة شقيقه الوطني، اذ لا يجوز استبدال التحريض على الاحتلال وهو الذي يعتقل، ويقتل، ويدمر، ويصادر، ويمنع، بالتحريض على الآخر الوطني وتحميله المسؤولية، الا اذا قلنا إن الاحتلال يفعل كل هذا وهو مرتكز على اصوات من داخل بيتنا الفلسطيني تخفف عنه عبء المسؤولية عبر فتح قنوات الاتهام بالتواطؤ والتنسيق وتبادل الأدوار، فتأخذ الشارع بعيدا عن موضوع وجوهر الحدث أو القضية، وتزجه في صراعات ثانوية.

  • تعليقات الفيس بوك
  • تعليقات الموقع

اترك تعليقا