اعلانات

القمة بلا رأس او قدس

القمة بلا رأس او قدس

القمة بلا رأس او قدس بقلم حافظ البرغوثي

-: عين الاخبارية :- عشية افتتاح القمة الإسلامية في القاهرة هدمت قوات الاحتلال منزلاً في القدس المحتلة وأنذرت سكان مبنى آخر بالهدم. وواصلت نشر عطاءات بناء للاستيطان في المدينة المقدسة عدا ما تعلنه يومياً في الضفة الغربية ولعل اول قمة إسلامية عقدت في الرباط في أيلول 1969 بعد حريق المسجد الأقصى وقررت أن تكون القدس مقراً دائماً لمنظمة المؤتمر الإسلامي واتخذت من جدة مقراً مؤقتاً.

القمة إذاً بدأت بسبب حريق المسجد الأقصى والقدس مقراً دائماً للمنظمة الإسلامية ومع ذلك لم تحظ القدس بذلك الاهتمام الإسلامي سوى الكلام المعسول والقرارات الداعمة لفظياً.. وعلى أرض الواقع لم يحدث شيء. فمنظمة المؤتمر الإسلامي التي صار اسمها منظمة التعاون وتمثل قرابة 1,5 مليار نسمة من المسلمين لم تستطع إنقاذ بيت في القدس ولا منع الأذى والاعتداء على المسجد الأقصى، ولم تنجد مقدسياً واحداً ممن يتعرضون للتطهير العرقي.

إن حالة العجز في المنظمة هي نتاج العجز في أنظمة الدول الإسلامية فهي بلا رأس.. وبلا هدف محدد كالذي كان وراء إنشائها وهو القدس حيث تحولت الأقطار الإسلامية كلها دون استثناء إلى البؤر الوحيدة لعدم الاستقرار والقتل وسفك الدماء والتدخلات الأجنبية، فلا توجد أقلية مسلمة في بلد في العالم إلا وتعرضت للاضطهاد والقمع ولا توجد دولة إسلامية إلا وتعاني من حرب أهلية وعدم استقرار داخلي وتدخل خارجي بحيث يموت يومياً الآلاف من المسلمين قتلاً في جنوب شرق آسيا وباكستان وأفغانستان والعراق وسوريا وأفريقيا وأوروبا. وكأن اللعنة حلت على المسلمين فاقتتلوا وإن لم يقتتلوا جاء من يتدخل خارجياً لقتلهم. فهذه المنظمة المليارية لم تدخل الرعب في نفس نائب يهودي متطرف اقتحم الأقصى أمس الأول ولم تمنع الاحتلال من الاعلان عن مشاريع استيطانية جديدة ولم تقدم للقضية الفلسطينية خاصة القدس الدعم الذي تستحقه حتى أن ثرياً يهودياً أميركياً واحداً يدعم الاستيطان أكثر مما تدعم الدول الإسلامية مجتمعة صمود أهل القدس.

إن دعم المدينة المقدسة وصمودها وحماية مقدساتها هي المقياس لنجاح أي عمل إسلامي مشترك فإن نجح المسلمون في إنقاذ المدينة نجحوا في المواضيع والتحديات الأخرى وإن فشلوا وهم حتى الآن فاشلون فلا قيامة للأمة في ظل أنظمة وحكام من العاجزين. ففي أواخر العصر الأيوبي تسابق الأيوبيون والمماليك في الاستعانة بالفرنجة ضد بعضهم بعضاً وكان كل طرف يعد الفرنجة بتسليمهم القدس كجائزة.. فماضي الحال مقيم حتى تاريخه.

  • تعليقات الفيس بوك
  • تعليقات الموقع

اترك تعليقا