اعلانات

ويكيليكس إسرائيل صندوقها الأسود يتحدث

ويكيليكس إسرائيل صندوقها الأسود يتحدث

ويكيليكس إسرائيل صندوقها الأسود يتحدث بقلم أكرم عطا الله

-: عين الاخبارية :- فضائح بالجملة يتحدث بها” الداد يانيف” الذي عمل لسنوات في مكتب رئيس الحكومة في إسرائيل، ربما أن الفضيحة الأكبر تمثلت بتواطؤ كل وسائل الإعلام مرة واحدة على ألا تعطى ذلك المرشح مساحة إعلانية مدفوعة أثناء الدعاية الانتخابية في إسرائيل الشهر الماضي لينشر برنامجه كما كل الأحزاب الإسرائيلية.

الداد يانيف محام عمل مساعدا في مكتب رئاسة الحكومة الإسرائيلية لسنوات منذ أيهود باراك نهاية تسعينات القرن الماضي حتى إلى ما قبل شهرين، عايش وعاصر كل رؤساء الحكومات آخرها حكومة نتنياهو، يانيف صعق من حجم الفساد” المهول” الذي حدث في عهد نتنياهو وكيف أغلقت ملفات فساد وقضايا شرطة وكيف تم تعيين كبار رجالات الدولة في صفقات فساد وكيف تم ابتزاز الكثير ومن يحكم إسرائيل فعلياً؟ والأصابع الخفية التي تحرك قيادتها وكيف تدار السياسة في إسرائيل.. كنز من المعلومات ينشرها يانيف دفعة واحدة.

يانيف قرر أن يشكل حزباً سياسياً قبيل الانتخابات الأخيرة في إسرائيل. أطلق عليه حزب “إسرائيل الجديدة” ، وعندما عرض دعايته الانتخابية على وسائل الإعلام رفضت جميعها مكتوبة ومسموعة أو مرئية قبول إعطائه حقه كما كل الأحزاب، فقرر بث دعايته على موقعه الإلكتروني الخاص الذي نشر خلال دعايته فضائح كان يجب أن تهز المؤسسة الحاكمة هناك، فقد كشف تواطؤ وسائل الإعلام وارتباطها بالمؤسسة الفاسدة في الدولة.

الاتهامات التي يسوقها يانيف كفيلة باعتقاله ومحاكمته ولكن يبدو أن المؤسسة التي يتحدث عنها أكثر ذكاء بحيث لم تعتقله حتى لا تثير فضيحة أكبر وفضلت عدم إثارة الأمر، وهكذا لم يشاهد كثير من الإسرائيليين ما قاله الرجل وبالتأكيد ليس كثيرا من العرب ومراكز الدراسات التي تتابع الشأن الإسرائيلي.

لقد وزع الداد يانيف اعترافاته على ثلاث عشرة حلقة يتحدث بها عن حقيقة المؤسسة الحاكمة في إسرائيل والعلاقات “القذرة” وكل حلقة حوالي ست دقائق ،اعترافات مذهلة تعتبر كنزا للمتابعين للشأن الإسرائيلي وتعطي صورة أخرى عن طبيعة النظام واتخاذ القرارات إنها بمجموعها تمثل الوجه الأسود للقيادة الإسرائيلية وبالطبع لم يكذب الرجل فلو تحدث مدعيا ذلك لتمت محاكمته وسجنه.

يبدأ اعترافاته بالقول “السياسيون يحتاجون المال، من يعتقد أنه قادر على ضرب إيران يشعر أنه امتلك العالم ولا تعود تكفيه الـ 40 ألف شيكل فيبحث عن المال بالطرق القذرة”.. ويستطرد في حلقته الأولى قائلا” بيبي نتنياهو يتصرف كزعماء العصابات يخرج المال من جواربه.. رأيته يفعل ذلك في بيت والده عندما كان حيا في القدس.

” أتذكرون تظاهرة ضباط وجنود الاحتياط بعد حرب لبنان عام 2006، يقول يانيف، كنت مع بيبي كان حينها رئيس المعارضة رأيت نتنياهو يتحرك ذهابا وإيابا مع نتان ايشل مثل الفراشة هنا في فندق عزرائيلي، وفجأة طلب من ايشل الهاتف فأعطاه إياه، قال بيبي ليس هذا بل الأبيض، وهو الهاتف الذي ليس باسمه وغير مراقب وللعمليات الخاصة كما يفعل الخارجون عن القانون، هاتف غير معرف فقط للعمليات الخاصة، كان نتنياهو يقف في الوسط يوزع المال على يوأف هورفيتس وعوزي ديان الذي وصفه بالرجل الذي تصدر الأمر، كان يوزع المال عليهما، وهما كانا من رتبا بالمال تلك التظاهرة، وبعد فوزه ماذا حصل قال يانيف؟ عوزي ديان تولى مفعال هبايس “شركة اليانصيب “وهورفيتس تولى سلطة البث.

ينتقل لفضيحة مدوية لعوفر عيني رئيس الهستدروت ويفك لغز عدم مشاركة الهستدروت في تظاهرات الخيام التي خاف نتنياهو أن تسقط حكومته فيقول أن عوفر عيني قبض ثمن عدم مشاركة اتحاد العمال في صفقة قذرة وهكذا أجهضت الثورة على نتنياهو، ثم يلقي الضوء على شخصية عيني في الحلقة الثالثة قائلا: لعوفر عيني حياةٌ مضطربة فهو مدمن… إنه مقامر ..مدمن على القمار هو جزء من العالم السفلي، يقامر في شقة في بئر السبع وكل ليلة يقامر ويخسر ويخسر، ولا أحد يسأله من أين المال لأنه لا أحد كما يقول يسأل أي مسؤول إسرائيلي من أين المال، عوفر عيني أقوى من بيبي يمارس سلطة في حزب العمل وفي الليكود وفي الصحف، لأن العمال الذين يقودهم موجودون لدى الجميع، بنك ما يتم خسارته في ليلة واحدة هناك يساوي بنك اسرائبل.

قصة إسرائيل الأبرز في وزير خارجيتها ليبرمان، يانيف في حلقته الخامسة يبدأ الحديث عنه قائلا لمحاوره: وزير الدفاع ليس ليبرمان .. إنه مارتن شلاف ( وهو مليونير يهودي نمساوي ) ارتبط اسمه بعمليات فساد منذ عام 2003 وفي عام 2010 أوصت وحدة التحقيقات القطرية في الجرائم الدولية بتقديمه للمحاكمة بتهمة الرشوة عندما اكتشفت أنه قام بتحويل ملايين الدولارات لشارون وأولمرت ودرعى وليبرمان وتقديم الملف للنيابة لوضع لوائح اتهام بناء على الأدلة للمسؤولين.

ويعتبر شلاف الأب الروحي الذي يحرك ليبرمان وهو الذي أقام حزب إسرائيل بيتنا حين وضع مليون دولار عام 99 في “بنك إسرائيل” لإقامة الحزب وكان قد مول حملة باراك عام 99 لكنه ندم بعد ذلك لأن باراك تسبب باندلاع الانتفاضة التي مست بمصالح شلاف الاقتصادية.

يقول يانيف: باراك هو الأصغر في عصابة مارتن شلاف، لا تندهش كل واحد من السياسيين لديه رجل مال يحركه، ليبرمان لديه شلاف، وبيبي لديه شيلدون أدلسون الذي يحركه وهو رجل أعمال أميركي مقيم في لوس أنجلوس يمتلك صحيفة “إسرائيل اليوم” التي أصبحت أكثر صحف إسرائيل انتشارا وتوزيعا وهي توزع بالمجان، وقد أثارت سخط الصحافيين في إسرائيل الذين يعتبرونها اختراقا للرأي العام الإسرائيلي وهي مسخرة لخدمة نتنياهو.

يقول يانيف: ليبرمان وشلاف ويشير بيديه في حركة توحدهما شيء واحد بينهم أشياء كثيرة ليس فقط السياسة بل أيضا نساء، وحين يستغرب محاوره من ذلك يقول نعم إنهما يذهبان إلى بيت دعارة في فيينا، هناك يمارسون الدعارة وعندما يندهش المحاور يرد يانيف : راقب ليبرمان يسافر للعالم أفريقيا أميركا أوروبا .. وفي كل سفرة يعرج على فينا لماذا .. افحص كم مرة كان في السنوات الأربع في فيينا ؟

كنت مع باراك حين كان رئيسا للحكومة في انتخابات 2001 وحين كانت تتقشر الأصوات من حوله ( استعمل مصطلح تتقشر ) سأل: كم يساوي رأس مروان البرغوثي؟ كم مقعدا؟. نصحه مستشاره موشيه جاؤون: قد تشتعل المنطقة ونخسر أكثر، فقال باراك: اتركوه إذن.

من اغتال الجعبري؟ يسأل المحاور، يجيب يانيف: الذي اغتاله آرثر فلكنشتاين “رئيس الطاقم الانتخابي لنتنياهو”، لماذا؟ يجيب: لأن عليه استعادة عشرة مقاعد من البيت اليهودي، لماذا لم ينصحه أحد ؟ يرد: لأن ليس لديه موشي جاؤون، فعند الاغتيال كانت إسرائيل تتسلم اقتراح تهدئة من الجعبري هكذا قال يانيف .. غرشون باسكين الذي تسلم مبادرة الجعبري وباسكين هذا الذي كان وسيطا في صفقة تبادل الأسرى قبل أكثر من عام …!.

  • تعليقات الفيس بوك
  • تعليقات الموقع

اترك تعليقا