اعلانات

اجساد للبيع في الشبكة العنكبوتية

اجساد للبيع في الشبكة العنكبوتية

اجساد للبيع في الشبكة العنكبوتية بقلم موفق مطر

-: عين الاخبارية :- ان تقبل طلب صداقة على صفحتك في موقع التواصل الاجتماعي من شخص لا تعرفه فهذا امر طبيعي لكونك ترغب بتوسيع دائرة التعارف بالناس والاطلاع على مفاهيمهم للحياة عبر ما ينشرونه…لكن ان يصدمك احدهم او تصدمك احداهن بان صفحته او صفحتها ليس اكثر من بيت « دعارة لابتوبي محمول» فهذا بعينه الاستغلال السلبي الخطير للتكنولوجيا، وثورة الاتصالات، تماما كما يحدث من استغلال ولا اخطر للديمقراطية والحريات في مجتمعات ما زالت تعيش في ثنايا عقدتي الجنس والحرية.

لا تتوقف المفاجآت عند بوابة « بيت دعارة» انفتح في وجهك فجأة فيما انت لم تفكر ولا ترغب بالدخول اليه، وإنما قد تصاب بالدوار اذا ما دفعك حب المعرفة للإطلاع على هذا العالم، عندما ترى صور سيدات وفتيات قد تمت سرقة صورهن الشخصية من صفحاتهن أو من ملفاتهن على اجهزتهن وباتت كمادة دعائية في ايدي اصحاب الصفحات المشبوهة، الذين غالبا ما يستخدمون مسميات لصفحاتهم وصفحاتهن لا توحي بشكل أو بآخر بالمضمون!..ولك ان تتصور نفسك وأنت ترى صورة سيدة او فتاة صديقة او قريبة منشورة في هذه الصفحات كنوع من الاغراء لجذب « الزبائن» أو صور مختارة بدقة لممثلات من مواقع او افلام اباحية معروضة على انها لسيدات او فتيات عربيات، الى جانب صور نساء يعرضن اجسادهن بمقابل مادي!.

اذن نحن أمام هجمات « دعارة سرية» لا تخضع لرقابة من أي سلطة، حكومية كانت او اجتماعية، تتسلل الى بيوتنا فيما لا يملك أولياء الأمور سبيلا لمكافحتها إلا تحصين أبنائهم من الجنسين، وتنوير بصيرتهم خشية الوقوع في حقول الغام « الرغبة الجنسية» التي تبدو عبر هذه المواقع سهلة المنال. فيندفع الشاب الذكر ليسقط محروقا كالفراشة في لهب اجهزة استخبارات محلية ودولية ومعادية، أو قد يقع الشاب الغبي أو الفتاة الغبية في ايدي شبكة اخطبوطية لا تنفك عنهما إلا وقد اخذتهما فريسة، تبقى خاضعة أبدا تحت ضغط التشهير والفضائح بصور تكون قد سجلت لهما. رغم الوعود السخية بسرية المحادثات والعلاقات الجنسية المصاحبة لصورة « الأنثى الفخ»!.

ما الحل؟ ما السبيل لمنع شبابنا وفتياتنا من الجنسين وحتى كبارنا وصغارنا من الوقوع كضحايا ؟!فنحن امام شبكة عنكبوتية معقدة تكنولوجيا، لا يمكن السيطرة عليها، ولا يجدي المنع في تقليل حجم الضرر ابدا، كما لا ينفع الحظر، كما يفيد التوجيه المباشر لشباب المجتمع ومتصفحي الانترنت ومستخدمي موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك» فحجم الفائدة ايجابا من استخدام التكنولوجيا ما زالت اعظم من سلبيات استخدام ثورة الاتصالات، ولا يجوز التفكير مطلقا بغير ثورة تحصين اخلاقية، تنشر ثقافة الحرية، واحترام قدسية الجسد، ومناهضة الاتجار به او الحط من قيمته عبر عروض البيع المباشر او عبر الوسطاء.

قد ينفع أن تتبع الأجهزة الأمنية والمنظمات الاجتماعية والحقوقية مثل هذه الصفحات للوصول الى رؤوس خيوطها، ونشر ما يلزم من معلومات لتوعية الشباب من الجنسين بعملية شراكة مع المؤسسات التربوية والتعليمية وكذلك الاعلامية الموجهة للكبار، ولا بأس من تقديم برامج واقعية عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة تبين خطورة الولوج لمثل هذه الصفحات والمواقع وتأثيراتها القريبة والبعيدة المدى على شخصية الفرد، وأخطارها المترتبة على المجتمع، لأننا نفترض أن الاسقاط الأمني هو الهدف الرئيس المخفي وراء انتشار «الدعارة الالكترونية» نظرا لسريتها وسهولة ايقاع الضحايا بالمقارنة مع عمليات مركزة كانت تحصل قبل ثورة الاتصال التكنولوجي، فأجهزة الاستخبارات معنية بإسقاط اعداد كبيرة من شرائح متنوعة لجمع معلومات اكبر وأدق، والأهم من كل ذلك هو حرف توجهات غالبية المجتمع عن الاستخدام الايجابي والصحيح لوسائل الاتصال المعاصرة، وتبرير تحريمها من جماعات متشددة ترى في التكنولوجيا وثورة العقل الانساني وإبداعاته العلمية خطرا على كينونتها اصلا.

قد نحتاج لمؤتمر، يلتقي فيه المتخصصون، وقد تجردوا من المفاهيم والمواقف المسبقة، فيقرأون الحالة علميا، ويناقشون الحلول العملية الممكنة، للحد من مخاطر غزو لم يعد يحتاج لأكثر من جهاز محمول متصل بالشبكة العنكبوتية « الانترنت» للإطباق على الفرائس السهلة، الجاهلة، الغبية المندفعة بقوة الرغبة.

  • تعليقات الفيس بوك
  • تعليقات الموقع

اترك تعليقا