اعلانات

الليكود بيتنا خيار الحرب

الليكود بيتنا خيار الحرب

الليكود بيتنا خيار الحرب بقلم موفق مطر

قدر رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو ان ادارة الرئيس باراك اوباما ستبقى في البيت الأبيض لأربع سنوات قادمة، وان حسابات الحزب الديمقراطي الحاكم مخالفة لحسابات الليكود وائتلافه، فسارع الى اتحاد هيكلي مع حزب “ اسرائيل بيتنا “ ليكشف بذلك عن قناعاته السلبية تجاه مشروع حل الدولتين, ورغبته وتمنياته لرؤية الرئيس الفلسطيني أبو مازن بمصير شبيه بمصير الرئيس الشهيد ياسر عرفات، كان افيغدور ليبرمان رئيس حزب اسرائيل بيتنا قد عبر عنه صراحة وبدون مواربة, حيث جهر واشهر علانية تهديدات لحياة الرئيس الفلسطيني، بعد أن قال “ لا “ كبيرة اثنتي عشرة مرة بوجه اسرائيل والادارة الأميركية.

فشل نتنياهو باقناع الرئيس اوباما بخطته لضرب ايران، وغضب من ايهود باراك الذي سربها للأميركان حتى أنه وصف ايهود باراك بالساعي نحو مصالحه الشخصية على حساب أمن واستقرار اسرائيل, فذهب نتنياهو بالليكود الى علاقة ايديولوجية وسياسية مع ليبرمان حتى العظم, بقصد كسر عظام ما تبقى من حزب العمل الاسرائيلي, وللاطاحة بآمال حزب كاديما وبعض اليسار ليقطع الطريق أمام الادارة الأميركية من ايجاد حليف اسرائيلي مقنع للديمقراطيين قد يغير قواعد اللعبة في المنطقة خاصة وان الفلسطينيين ذاهبون الى الأمم المتحدة لنيل عضوية دولة مراقب، لكن ألا يحق لنا القول ان اسرائيل قرأت جيدا نتائج استطلاعات الرأي واطمأنت الى موقف اللوبي اليهودي الأميركي, فقدرت ان ميت رومني مرشح الحزب الجمهوري سيكون هو سيد البيت الأبيض القادم, لذلك سارع نتنياهو الى اعادة ترتيب بيت اسرائيل السياسي ليتوافق مع مهمة ضرب ايران, واغتيال “ حل الدولتين “ وتحديد قطاع غزة “ كدولة للفلسطينيين “ تعلن عنها حماس, أو تركه لمصر لكن ليس قبل اصابته بنصف شلل, فميت رومني هو الذي قال:” ان الشعب الفلسطيني تم اختراعه “ !! فهذا الجمهوري المحافظ يناسب اسرائيل حتى وان كان اوباما قد قدم لاسرائيل خدمة العمر، حيث انهى فترة رئاسته الأولى تاركا دولا عربية مجاورة لاسرائيل وعمقها الاستراتيجي في الشرق والغرب محطما مفككا، تتآكله المشاكل الداخلية والصراعات على السلطة، تنخره النزعات والنزاعات الطائفية, واقتصاد متصدع، وتركيبة اجتماعية وثقافية, مع نظم سياسية مستجدة لا تعرف ما تريد الا اقامة الحد على النساء وقهر وتكميم وسائل الاعلام وقطع ألسنة العلمانيين وتشبيه القوى الديمقراطية والتقدمية بالكفرة والملحدين !!..فهذه الخدمة ما كان ليحلم بها الليكود ولا اسرائيل بيتنا ولا حتى اشد الأحزاب الاسرائيلية تطرفا.

يدرك نتنياهو جيدا ما حدث والتحولات القائمة في دول عربية, لكنه يعلم جيدا ان ايران نووية تعني تحول اسرائيل الى “ منازل “ لصواريخ وقاذفات اللاعبين الجدد (الجماعات المسلحة) الدائرة في فلك طهران, لذلك اصبح موضوع ضرب ايران أولوية,لتحقيق الأمن لاسرائيل في اكبر عملية تغييب لوعي الاسرائيليين عن الحقيقة وهي ان السلام في المنطقة سيحل فور احترام اسرائيل لارادة الشعب الفلسطيني واعترافها بحقه في قيام دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران من العام 1967، فالسلام لن يتحقق حتى لو اعيدت ايران الى عهد كسرى المهزوم, فأصل الصراع هو مع الفلسطينيين الذين لا يناضلون الآن من اجل نيل الحرية والاستقلال وحسب, بل لتحرير الاسرائيليين من خطر اليمين الاسرائيلي المتطرف الذي يدفعهم الى حروب وصراعات دموية, ويقنعهم بأن الحروب والقوة هي السبيل لحسم القضايا المصيرية, فاتحاد نتنياهو وليبرمان كفكي كماشة سيطبقان على مستقبل الاسرائيليين قبل أن يطبقا على مركز عصب الحل السلمي للصراع, “ فالليكود بيتنا” قد يفلح بحصد اغلبية برلمانية في الانتخابات الاسرائيلية القادمة, وهذا يعني ان الاسرائيليين قد انجرفوا بتيار التطرف دونما حساب او تعقل, لكنهم ان استفاقوا عند اول اصطدام بصخرة كبيرة في الوادي فانهم حينها لن يجدوا الواقعيين والعقلانيين الذين فتحوا آفاقا للسلام, وسقوا شجرة السلام بماء الفكر الانساني القويم.

الكرة بملعب الاسرائيليين وليس امامهم الا اختيار السلام سبيلا وحل الدولتين حلا نهائيا للصراع, اما اختيار الليكود بيتنا فهذا اختيار بلا واع للحرب على السلام.

  • تعليقات الفيس بوك
  • تعليقات الموقع

اترك تعليقا